ما هي النمذجة الشاملة وما الغرض منها؟

لا يزال بعض ملاّك المشاريع ينظرون إلى النمذجة الشاملة شِزْرًا، ظانين أنها نسخة ثلاثية الأبعاد صمّاء لمشاريعهم، يعرضها عليهم تجار الصنعة ابتغاء سحب أموالهم. والحقّ أن النمذجة الشاملة على غير ذلك.

النمذجة الشاملة باختصار: رقمنة المشروع بكل ما فيه من تفصيلات ومعلومات تخصّ العناصر المكونة له والمحتواة فيه، لتكون قاعدة بيانات ليّنة الجانب، يسيرة على الوصول والتعديل، تسمي أية قطعة فيه فتأتيك سعيًا.

تخيّل نموذجًا شاملاً سابقًا لطرح العطاء:

  • حُلّت فيه جميع التعارضات، وقد قيّد وتجاوز كبوات التصميم.
  • ارتبط بجداول الكميات والمواصفات الفنية بأرقام بنودها، وارتبط بالجدول الزمني للمشروع.
  • غُذي بتفصيلات المعدات الكهروميكانيكية كلها حتى رقم الطراز لكل منها.
  • واعلم أنّ باستطاعتك حينها ربطه بنظام المراقبة والصيانة، ثم تتبع الأعطال عن طريقه، وستراقب العمر الافتراضي لكل قطعة، ولكل عنصر. بل إنك بالنمذجة الشاملة قادر على تحديد مصير مشروعك بعد انقضاء أجله: أيُعاد تدويره، أم يُغيّر إشغاله، أم يُترك هامَةً تتخذها الجِنّة سكنًا.

    هذه فلسفةٌ هندسية تصهر البناء بما فيه مع وثائق العطاء وتوحد صبغتهما الوراثية؛ هي طفرة في السلالة الهندسية، وهي مستقبلها.

    كفاك دلالًا إذنْ واركبْ معنا، فالمحركات تئزّ وقطار التِّقانة ينفث الدخان فلا يفوتنّك اللحاق به.